نيكو غونزاليس لا يمكنه تعويض رودري لكنه سيساعد مانشستر سيتي في سد الفراغ

7 فبراير 2025 - 4:28 م

مدرب نيكو غونزاليس السابق، فرانك أرتيغا، قال إن تطور لاعب الوسط كان “رائعًا للغاية”. تصوير: إستيلا سيلفا / EPA

الوافد الجديد يمكنه تعزيز وسط الملعب هذا الموسم وقد يلعب بجوار مواطنه في المستقبل

الجمعة 7 فبراير 2025 – 08:00 بتوقيت غرينتش

إذا كان مشجعو مانشستر سيتي يتوقعون أن يكون نيكو غونزاليس الحل السحري لوسط الملعب، فقد يحتاجون إلى تهدئة آمالهم. وصل الإسباني البالغ من العمر 23 عامًا من بورتو مقابل 50 مليون جنيه إسترليني للمساعدة في سد الفراغ الكبير الذي تركه مواطنه رودري أمام خط الدفاع، لكن لاعب برشلونة السابق يتمتع بأسلوب مختلف تمامًا. سيحتاج سيتي إلى التكيف مع طريقته، وليس العكس، إذا أرادوا إيجاد حل لمشكلتهم الواضحة.

كانت معاناة بيب غوارديولا ومانشستر سيتي واضحة منذ إصابة رودري بتمزق في الرباط الصليبي في سبتمبر. افتقد الفريق القوة البدنية والتحرك السلس في وسط الملعب، مما أدى إلى سلسلة نتائج سيئة، ولم يتمكن أحد أفضل المدربين في جيله من إيجاد حل بالمجموعة المتاحة لديه.

قد تكون مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي يوم السبت ضد ليتون أورينت من دوري الدرجة الأولى الإنجليزي أول اختبار لغونزاليس في إنجلترا، حيث سيخوض التحدي الأول لإثبات قدراته ونهجه المستمد من أكاديمية لا ماسيا.

إيجاد بديل للاعب لا يمكن تعويضه كان مهمة مستحيلة، لذلك بحث مانشستر سيتي عن لاعب يمكنه تكملة رودري في المستقبل، مع القدرة على تخفيف المشاكل بدلاً من القضاء عليها تمامًا. نيكو غونزاليس سيحتاج إلى لاعب بجانبه، في حين أن رودري كان قادرًا على التعامل بمفرده في كثير من الأحيان.

وُلد غونزاليس في جاليسيا وانتقل إلى أكاديمية لا ماسيا في برشلونة وهو في سن 11 عامًا، مستفيدًا مما وصفه مدربه السابق فرانك أرتيغا بأنه “كرة القدم تجري في دمه”، في إشارة إلى والده فران، الذي لعب مع منتخب إسبانيا إلى جانب بيب غوارديولا.

يقول أرتيغا، الذي درّب غونزاليس لمدة خمس سنوات:
“نيكو لاعب ذكي جدًا وصبي شديد الفطنة بشكل عام. كان طالبًا جيدًا في المدرسة وعمل بجد على تعليمه. تطور من الناحية البدنية في وقت متأخر، لذلك كان عليه الاعتماد على ذكائه في البداية. كان دائمًا يطرح الكثير من الأسئلة على المدربين حول مواضيع مختلفة. كان لديه رغبة قوية في التعلم، وهو أمر نادر الحدوث بالنسبة لشخص في مثل عمره.”

بعد صعوده إلى الفريق الأول في برشلونة، لم يتمكن نيكو غونزاليس من أن يصبح لاعبًا أساسيًا، مما أدى إلى إعارته إلى فالنسيا قبل أن يتم بيعه إلى بورتو في صيف 2023. غالبًا ما واجه انتقادات لعدم كونه نسخة طبق الأصل من سيرجيو بوسكيتس الذي كان في سنواته الأخيرة مع برشلونة.

توقع الكثيرون أن يتألق لاعب الوسط في البرتغال، لكنه بدأ بشكل متعثر، وكان قريبًا من مغادرة بورتو على سبيل الإعارة بعد ستة أشهر فقط. ومع ذلك، وجد في النهاية مكانه في التشكيلة الأساسية وأصبح عنصرًا ثابتًا في الفريق.

يقول مدربه السابق فرانك أرتيغا:
“تطوره كان مذهلًا. لديه كل ما تحتاجه في لاعب وسط ميدان: يمكنه اللعب في دور دفاعي كمحور مزدوج أو في مركز هجومي أكثر. لطالما كان لديه الطموح ليكون لاعبًا أكثر هجومية مما كان عليه في برشلونة. لم يكن أبدًا لاعبًا يقتصر أسلوبه على نهج أكاديمية برشلونة فقط. عندما غادر برشلونة، كان عليه أن يتعلم أسلوبًا مختلفًا، مما ساعده على التطور ليصبح لاعبًا أكثر تكاملًا، حيث يمكنه اللعب في مناطق متقدمة وصناعة وتسجيل الأهداف.”

جذب الطابع البدني لغونزاليس اهتمام مانشستر سيتي بعد معاناة الفريق لأشهر من اختراقات المنافسين لخط وسطه. طوله البالغ 6 أقدام و2 بوصة (1.88 م) يمثل ميزة إضافية، حيث يسعى السيتي إلى تعزيز قوته البدنية. ومع ذلك، فإن لاعب منتخب إسبانيا تحت 21 عامًا السابق ليس لاعب ارتكاز تقليديًا يميل إلى التمركز الدفاعي.

نظرًا لتكوينه الكروي في لا ماسيا، ربما كان هذا أحد العوامل التي أقنعت بيب غوارديولا وإدارة مانشستر سيتي بإنفاق مبلغ كبير على لاعب لم يحظَ بعد بمباراة دولية مع المنتخب الأول، مع إدراكهم أنه سيكون قابلاً للتكيف مع أفكار مدربه الجديد.

سجّل نيكو غونزاليس ستة أهداف في 24 مباراة مع بورتو هذا الموسم، مما يعكس طموحه في التقدم للأمام.

يقول لاعب وسط أروكا ديفيد سيماؤو، الذي واجهه في ثلاث مناسبات:
“من الصعب التغلب عليه في موقف واحد ضد واحد. إنه لاعب قوي بدنيًا، لكنه يتمتع أيضًا بمهارات فنية رائعة. لا يمرر كثيرًا بشكل عمودي، بل يميل أكثر إلى التمريرات القطرية أو الجانبية. في مانشستر سيتي، سيكون لديه الجودة اللازمة لتنفيذ التمريرات القصيرة بكفاءة.”

“إحدى أهم مميزاته هي قدرته على تسجيل الأهداف. عندما يدخل منطقة الجزاء، يشكل خطورة في الكرات الهوائية. إنه طويل القامة بالنسبة للاعب وسط، ويجيد توقيت انطلاقاته داخل المنطقة.”

يضيف ديفيد سيماؤو:
“واجهته في عدة مباريات عندما كان بورتو يمر بمرحلة صعبة، ومع ذلك كان يطلب الكرة باستمرار. لديه شخصية قوية تجعله يسعى للاستحواذ على الكرة ودفع فريقه إلى الأمام. يحب اللعب بين منطقتي الجزاء، لكنه ليس بنفس كثافة ماتيوس نونيس في الجري، ومع ذلك يتمتع بجودة فنية أعلى.”

كان الثنائي الأساسي إلكاي غوندوغان وماتيو كوفاسيتش غير قادرين على تقديم التأثير المطلوب في خط الوسط، رغم خبرتهما. بينما يتم استخدام نونيس كظهير أيمن بسبب عدم كسبه ثقة بيب غوارديولا بالكامل، مما جعل السيتي يفتقر إلى الخيارات المناسبة. غوندوغان لم يتمكن من استعادة مستواه السابق في مانشستر، حيث باتت محدودية حركته نقطة ضعف واضحة، بينما يعاني كوفاسيتش من اتخاذ قرارات خاطئة عند التقدم بالكرة.

يمثل نيكو غونزاليس الحل لهذه المشكلات، حيث يتمتع بقدرة جيدة على الجري والاحتفاظ بالكرة، إلى جانب رؤيته الجيدة للعب، مما يساعده على قطع الهجمات وإعادة الاستحواذ على الكرة بفاعلية.

يقول مدربه السابق فرانك أرتيغا:
“يمكنه تعويض رودري. المشكلة التي واجهها سابقًا هي مقارنته المستمرة مع بوسكيتس، ولكن لا يمكن استنساخ اللاعبين. بوسكيتس لاعب فريد، ونيكو مختلف، ورودري كذلك. لكن ما هو واضح أن نيكو يعد واحدًا من أفضل اللاعبين في مركزه، وأعتقد أنه سيتأقلم بشكل مثالي مع مانشستر سيتي. الخطأ سيكون في مقارنته برودري مجددًا، لأنه لاعب قادر على شغل نفس المركز، ولكن بأسلوب مختلف، ويمكنه القيام بذلك بشكل ممتاز مع السيتي.”